عند البدء بتفيذ مشروع هيكلة الجيش الذي استهدف بشكل رئيسي الحرس الجمهوري واحمد علي عبدالله صالح ،وطوع المشروع لخدمة اجندات خاصة ،وجرى التعامل مع الأمر كمعركة صوبت اسلحتها ناحية اشخاص ،وبصورة غلبها الإنفعال وغاب الوطن .. حضرت الحسابات الشخصية وتكالبت الرغبة في الإنتقام من صالح ونجله احمد ..

لكن السلوك الحضاري الذي ابداه احمد علي عبدالله صالح تجاه الهجمة التي استهدفته ،والإستفزازات التي صوبت ناحيته خيب آمال المتربصين من خلال استجابته لقرارات الدولة التي ينتمي لها وينشدها ويحرص على قوتها ..

كان البعض يعتقدون بأن ردة فعل احمد علي على قرار اقالته وتعيينه سفيرا ستتسم بالتصلب وقد تكون عنيفة لدرجة تنفيذ انقلاب ،لإدراك من تكون لديهم هذا الإعتقاد لإمكانياته في قلب الطاولة استنادا على الحرس الجمهوري ،وعلى الحضور الهائل لدى اليمنيين ..

لم يسخدم احمد علي سلطته في البطش بحقوق وممتلكات الناس ،فلم ينهب ارضا ،ولم يقف وراء عملية اغتيال ،ولم يقبل بسلطة قبلية او مناطقية تتجاوز سلطة الدولة ،ولم يسمع احد من الناس عن ظلم مصدره احمد علي ..

هذه الثروة الأخلاقية التي يتمتع بها ربما كانت هي دافع المتكالبين للإنتقام من الوطن ظنا منهم ان تلك هي الوسيلة المناسبة لوأد احمد علي وحضوره القوي وتاريخه الناصع ..

كان احمد علي مقتدرا على احداث الكثير والكثير الصادم للمتآمرين عليه ،ولكنه غلب مصلحة الوطن ،وتجنب ان يكون عنوانا لإراقة دم اليمنيين ..

لم ينتقم من احد ،ولم يستخدم حضوره في الإضرار بطرف من الأطراف ،ولم تكن له يد في الحرب التي اشتعلت ،ورغم صمته الحزين على وطن يتهاوى ومآس تلوك اليمنيين ، ظلت الرغبة في الإنتقام منه شخصيا تستوطن البعض ..

وكم هو مؤسف ومحبط ومؤلم حين نقف على حقيقة ان الرئيس هادي هو من يمارس السلوك الإنتقامي ضد احمد علي ، دون ان نجد مبررا لسلوك الرئيس هذا ..!!

هادي طلب وضع احمد على ضمن قائمة العقوبات الأممية ،وحين طلب الأخير من الأمم المتحدة رفع العقوبات عنه وفقا للقانون ،استخدم هادي سلطته ضد رفع العقوبة ..

لا نجد تفسيرا لسلوك الرئيس هادي ازاء السفير احمد على واصراره على ممارسة القمع ضد مواطن يمني لديه حقوق مكفولة في الدستور اليمني ،وفي الأعراف والأخلاق التي توارثها اليمنيون عبر آلاف السنين .

لعلكم تتذكرون تصريحا صحفيا لرئيس الوزراء السابق الدكتور احمد بن دغر  لإحدى الصحف العربية ورد فيه مطالبة برفع العقوبات عن احمد علي.. لم يمض من الوقت الكثير حتى جرى اقالة بن دغر من رئاسة الوزراء وبطريقة غريبة مشفوعة بالتحقيق وتحت عناوين كلها تثير زوبعة من علامات التعجب ..

يا هادي لاتنس انك رئيس لوطن كبير يحتاج الى ان تسمو وتكبر على صغائرك ،واشياء المحيطين بك ، وتذكر جيدا حاجتك لأشياء تفتخر بها ويتذكرك الناس بها....

أنعم الليثي