ماذا يحدث ..؟!! ازمة مشتقات نفطية بصنعاء ..وهؤلاء يسيطرون على السوق السوداء


ماذا يحدث ..؟!! ازمة مشتقات نفطية بصنعاء ..وهؤلاء يسيطرون على السوق السوداء

مع كل أزمة خانقة لانعدام المشتقات النفطية في العاصمة صنعاء، تظهر فئة من المجتمع، تعد من الفئات الأكثر فقراً، لتستولي على مساحة واسعة من تجارة المشتقات النفطية في السوق السوداء.

  ورغم أن فئة “المهمشين” أو ما يعرف بـ”سكان الصفيح”، تعد أبعد الفئات عن الأعمال التجارية، إلا أن ازمات الوقود مثلت فرصة مناسبة لهذه الفئة، لدخول عالم الأعمال، ليصبح اليمنيين السود هم ملوك السوق السوداء في زمن انعدام النفط.

 

النفط الثمين على ارصفة الحصبة 

على ارصفة حي الحصبة بمديرية الثورة في العاصمة صنعاء، يقف باعة البنزين وتقف امامهم قوارير     ومستوعبات بلاستيكية مختلفة الأحجام يوجد بداخلها البترول الثمين، وقد بات الحي يقصد بصفته واحداً من أهم الأسواق السوداء لبيع الوقود مع كل أزمة يختلقها التحالف بمنع وصول المشتقات النفطية إلى اليمن .

عند مرورك في الشارع الرئيسي لحي الحصبة المتجه الى جولة الساعة يصادفك مجموعة من تجار المشتقات النفطية غير عابئين أو مكترثين بالحملة  التي تنفذها  شركة النفط والاجهزة الامنية لإنهاء مظاهر السوق السوداء.

ليست المرة الأولى

المواطنين الساكنين في الحي قالوا لـ ” وكالة الصحافة اليمنية ” أنها ليست المرة الاولى التي ينشط فيها هؤلاء الباعة الذين يستغلون أزمة المشتقات النفطية  ويحولون الشارع الى سوق سوداء لبيع المشتقات النفطية  بإسعار كبيرة .

الازمات عند البعض فرصة عند البعض الآخر

و يتجاوز سعر اللتر الواحد من مادة البنزين  في هذه السوق الخمسمائة ريال وهو ما أثار التساؤل بين المواطنين عن جدوى الحملة التي تنفذها شركة النفط اليمنية والاجهزة الامنية الحالية في ضل إستمرار بيع المشتقات النفطية في هذه المنطقة .

شركة النفط نجحت في كل مكان وأخفقت هنا

وعند سؤال  شركة النفط اليمنية عن سبب عدم ضبط هؤلاء الباعة خلال الحملة التي ينفذونها حالياً أكد عضو فريق حملة شركة النفط محمد الغفاري لـ ” وكالة الصحافة اليمنية ”  ان السبب هو ان الباعة في هذه المنطقة ينتمون الى فئة  “المهمشين”  الساكنين في جوار الشارع  حيث قام هؤلاء بمواجهة أعضاء الحملة و أفراد النجدة  خلال الحملة التي نزلت لضبطهم  يوم أمس الاحد  ورميهم بالحجارة والاعتداء عليهم بالعصي مما أدى الى إصابة أحد أفراد النجدة والذي مازال يتلقى العلاج الى الان .

ويؤكد الغفاري ان أعضاء الحملة وأفراد شرطة النجدة  لم يستطيعوا ضبط هؤلاء الباعة خصوصاً ان معظم الباعة من النساء .

وقال الغفاري ان الشركة والاجهزة الامنية بصدد ترتيب حملة للنزول الى المنطقة وضبط هؤلاء ومصادرة الكميات التي بحوزتهم في القريب العاجل .

وأوضح الغفاري أن شركة النفط اليمنية استطاعت خلال الايام الماضية  إنهاء مظاهر السوق السوداء في كثير من مناطق العاصمة صنعاء ومنها شارع خولان والحثيلي و22 مايو  وغيرها من المناطق .

حيث تم ضبط كمية كبيرة من المشتقات النفطية في هذه الاسواق وعمل محاضر بها وتصديرها الى منشأت الشركة ليتم فحصها ومعرفة مدى صلاحيتها للاستخدام قبل أن يعاد توزيعها على المحطات .

بين صنعاء وواشنطن

أزمة المشتقات النفطية في صنعاء، تفتح المجال واسعاً لأسئلة كبيرة، ففي حين تعاني الولايات المتحدة من مظاهرات عارمة بسبب التمييز العنصري ضد الأمريكيين السود، يتمتع اليمنيين من اصول افريقية بحرية كاملة لا يفكر أحد في اليمن بأنه تنازل بها من باب التواضع للينيين السود، فالجميع ينظر لهم على انهم مواطنون لا يقلون احتراماً عن الجميع، فمن هي الدولة التي تراعي حقوق الانسان ولها أصالة عريقة في احترام مواطنيها اليمن أم الولايات المتحدة؟