نظام دولة يدار من فندق .. ومأساة ان تقضي يوماً مع الشرعية ..!!
موسى العيزقي
منذ خروجي ونزوحي العام 2015 لم التق بمسؤول بالشرعية ولا حضرت اي فعالية حكومية، بيد اني مؤخرا واثناء زيارة رئيس حكومة الشرعية ذهبنا برفقة عدد من الاعلاميين الحكوميين للمطالبة برواتبهم المتوقفة منذ 6سنوات.
ذهبت ويا ليتني لم اذهب، هكذا قلت في قرارة نفسي؟ ذلك وما ان ولجت قدمي فندق نايل ريتز كارلتون، وهو من ارقى فنادق العاصمة المصرية القاهرة، رأيت بام عيني كيف تهان اليمن باسم من يدعون تمثيلها .. شعرت بالخزي والعار وانا اشاهد رجال عصابات يتجولون بين ازقة واروقة الفندق، فهذه الوزير الفلاني يتسكع هنا واخر يمازح احدهم في الجوار فيما وطن على حافة الهاوية وشعب على شفير المجاعة والضياع.
حادثة اخرى زادت المي هي عندما رأيت مجموعة من ابناء عدن الطيبين يحاولون الوصول لداخل الفندق للالتقاء باي مسؤول يقضي لهم بعض الاعمال العالقة، قام احد الموظفين بالحكومة وأعطى توجيهات للامن المصري بطردهم، ” اخبروني والالم والغصة في حلقوهم
ولسان حالهم جميعا يقول: سلام الله على ايام صالح
اعيدو لنا يوم واحد من ايامه !!! “.
لم نكن نحن في مأمن من تلك التصرفات الهوجاء إذ حدث معنا موقفا مشابها ، فكان يفترض ان نلتقي برئيس الوزراء لمناقشة وضع الاعلاميين في المؤسسات الحكومية والذين بلا حقوق منذ سنوات وسط مماطلات وخذلان وتهميش كبير.
وصلنا باحة الفندق واخبرني منسق الوفد باننا سنلتقي بمدير مكتب معين فمعين لا يستيطع رؤيتنا، ومن هنا بدات الهمسات وحصلت مشادة بين احد الزملاء واخر اخبرونا انه الاكثر اخلاقا، وانه ارقى تعامل .. المهم دخلنا للطارود وبقينا لساعات بين ان ياتي الرجل او لا ياتي، وها قد اتى بعد انتظار طويل، ووقتها تدافع الناس بشدة حتى انك تشعر وكانك بسوق لشراء اضحية العيد.
تاكد لي ان من يمثلون البلاد لا يعدون عن كونهم شوية مافيا وعصابات وتجار حروب، ولو كانوا غير ذلك لوجدت ادنى مسؤولية بالتعامل .. كان الاحرى ان يجلس المسؤول بمكتبه ويرتب دخول الناس الواحد تلو الواحد مثلما تعمل الدول المحترمة،وتعطي نظرة ايجابية عن اليمن ومن تدعي انك تمثله.
المهم تقدم الكثير بالطلبات وكان احد المسؤولين يقول اعطووهم مصروف العيد، ما سبب استياء واسع لدى الاعلامين الذي ذهبوا للمطالبة بحقوقهم ومستحقاتهم وليس للتسول ، لكنهم يطلبون حقوق من شرعية دمرت كل شي باسمها وتحت ذريعة اعادتها، بينما هي غارقة بالعسل واعتادت التجول بين هذا الفندق وذاك ولن تعود ابدا ليس لانها غير قادرة لكن لانها لاتريد .. لن تعود الى اي مدينة من المساحات التي صرعونا بها 80% محررة.
المهم توالت الاحداث ورايت ثم رايت اهانة وراء اخرى وادركت بان مثل هؤلاء لا يمكن ان يبنوا وطن، فهم مشروع منفى ولجوء وما يحدث فرصة لهم تاريخية لن تتكرر لذلك كلا يهبر بحجم اسمه وصفته والمواطن اخر همه، وسلام الله على الماضي،كنا نعيش بكرامتنا رغم فاقة العيش لكن كان لنا قيمة واحترام داخل وطننا وخارجه .
اضاع الله من اضاع اليمن.
والله المستعان.