كتب : المحرر السياسي

ثمة مبادرة سياسية ناضجة ومدروسة _ تمثل حلاً واقعياً وعلاجاً ناجعاً للأزمة والحرب المأساوية التي تشهدها اليمن منذ نحو ثمان سنوات _ طرح هذه المبادرة والرؤية الوطنية السياسي والدبلوماسي والقائد العسكري السابق ، السفير احمد علي عبدالله صالح  _ الذي طرح في كلمة له يوم أمس الاربعاء بمناسبة العام الهجري الجديد  _ طرح مبادرة سياسية وطنية غير مسبوقة منبثقة عن مراجعة رشيدة وتأمل حصيف ورؤية ثاقبة وبصيرة نافذة لمراجعة الذات والتأمل في الواقع الراهن واستشراف الرؤية المستقبلية التي يمكن من خلالها العبور الآمن بالوطن من مآسي الحرب والخراب والدمار والتشرد والتشرذم والنزوح واللجوء والجوع والفقر والامراض والموت الملازم لمآسي الحرب الدامية التي تدور رحاها منذ نحو ثمان سنوات ، وذلك للخروج بالوطن والعبور به من تلك المآسي الى رحاب الاستقرار والسلام والامن والتقدم والتنمية والازدهار ...

لقد انطلقت مبادرة السفير / احمد علي من الواقع المأساوي المرير للوطن الذي يدمي القلوب ويعصر النفوس وجعاً والماً وحزناً _ معتبراً ذلك الحافز القوي والدافع والمحرك لمخاطبة جميع ابناء اليمن ومكوناته وقياداتها وكل من له ضمير انساني حي ، وذلك من خلال الدعوة القويمة لايقاف الحرب ونزيفها المدمر الذي استنزف الارواح والممتلكات والمقدرات الوطنية العامة والخاصة للدولة والشعب اليمني والذي بات تهديداً وجودياً للنسيج الوطني متجاوزاً الحاضر الى مستقبل الاجيال اليمنية الذي بات في مهب الريح ويجب تدراك ذلك بوقف النزيف اليمني من منطلق مسؤلية الجميع للتطلع نحو رحاب السلام العادل والشامل المبني على توافق اليمنيين فيما بينهم بكل انتماءاتهم المتعددة وتوجهاتهم المتباينة ، وذلك للاتفاق على _ كلمة سواء _ لوضع حد ونهاية لمآسي ومعاناة الشعب اليمني شماله وجنوبه وشرقه وغربه ...

لقد طُرحت رؤية السفير التي تمثل ( مبادرة انقاذ وطني ورؤية للحل الشامل ) _ طرح التصالح والحوار في هذا التوقيت تحديداً كأساس للتفاهم من جهة ، وكمدخل لبناء وطن يتسع للجميع _ ومحدداً ان الهدف الرئيس والغاية النبيلة والسامية التي يجب ان يسعى اليها الجميع هي السلام ، ومهما بلغت الصعوبات والتحديات التي حتما سيتم تجاوزها بالارادة المخلصة والصادقة للوصول الى مايتطلع اليه اليمنيين _ كل اليمنيين للعيش والتعايش في وطن آمن مستقر يظل الجميع في اخاء وتعاون ومواطنة متساوية وعدالة لاتمييز فيها لاحد على احد باي صورة او شكل اياً كان ٠٠٠

إن مبادرة السفير احمد علي صالح التي حرص على وصفها ب ( دعوة ) تضمنت ثقته في العقلاء والخيرين ومحبي الوطن للاستجابة لها وراهن عليهم منطلقاً من منطق حقن الدماء وصون الحقوق وتوجيه الجهود المخلصة لصالح اليمن ومصلحة كل اليمنيين بلا استثناء ، لافتاً لوجوب التعاون لإعطاء اليمنيون فرصة حقيقية للجلوس إلى بعضهم البعض وتقرير واستشراف مستقبل وطنهم ومايحفظ مصالحه وأمنه واستقراره وعلاقاته بجيرانه ومحيطه الإقليمي والدولي وبما يعزز كل ذلك كمرتكزات واقعية ومداميك قوية تؤسس لطي صفحة الحرب وإرساء السلام ..

وكان لافتاً إلى ان مبادرة السفير اشارت لدور المؤتمر الشعبي العام ومكانته وللرهان الوطني والشعبي على المؤتمر الشعبي العام ودوره المحوري القائد مع بقية المكونات الوطنية لترجمة هذه الرؤية والمبادرة الى الواقع ونقل اليمن من جحيم الحرب الى نعيم السلام ، لافتاً لتجاوز المؤتمر الشعبي العام كل الدسائس والمؤامرات والخيانات من طامعي الداخل ومتربصي الخارج الذين ظنوا ان المؤتمر لقمة سائغة يمكنهم الاستيلاء عليها او تقاسمها _ منوها بوحدة وتلاحم الصف المؤتمري الذي اسقط مشاريع التقاسم والتجزئة والذي يعكس التلاحم الوطني ،معتبراً ان الرهان على المؤتمر الشعبي العام هو رهان على رمز الوطنية والاعتدال والنهج العقلاني المتزن وهو مامثل صمام أمان للوطن والشعب في مواجهة الخطوب والتحديات والعواصف _ الا ان المؤتمر ظل درعاً حصيناً موحداً ومتماسكاً وحاملاً لمشروعه الوطني للاستقرار والتنمية والسلام والتقدم والرفاه ...

ومما لاشك فيه ان كلمة السفير احمد علي ودعوته ورؤيته للعبور بالوطن إلى بر الامان والسلام والاستقرار ، تمثل مبادرة وطنية يجب البناء والتأسيس عليها من كافة المكونات الوطنية بإعتبارها المخرج الامن والمشرف للوطن وابنائه والضامن لمستقبل آمن ومزدهر لليمن واليمنيين جميعاً دون إستثناء بما يكفل العدالة في الحقوق والواجبات والمواطنة ودولة القانون المنشودة ، وتبقى مكانة السفير وثقله ودوره المنتظر ضمن المؤتمر الشعبي العام وضمن القيادات والشخصيات والرموز الوطنية الوازنة محط رهان واسع للسواد الاعظم من الشعب اليمني شماله وجنوبه وشرقه وغربه ، ويدرك الجميع ذلك وفي مقدمتهم من يتمحورون في اطار الخصومة مع السفير  والذين يخشون ضياع مكاسبهم الطارئة التي تحققت في زمن الحرب والدم والدمار والتمزق والتشرذم ...

وننتظر قادم الايام ونراهن كما راهن السفير احمد علي عبدالله صالح على الامن والسلام وطي صفحة الحرب التي حق أن تضع اوزارها لان اليمن واليمنيين يستحقون الحياة .....