الذي لا يعرفه الكثير عن جمال بنعمر ..!!


الذي لا يعرفه الكثير عن جمال بنعمر ..!!

الذي لا يعرفه الكثير عن جمال بنعمر

 

عبدالكريم المدي

 

قابلت، مع مجموعة من الزملاء ،جمال بنعمر ( أول مبعوث أممي لليمن بعد نكبة 21 فبراير) في فندق سبأ بصنعاء أكثر من مرّة.

والحقُّ يُقال:

إن الرجل كان يشتغل وفق مشروع مختلف تستطيع بتركيز بسيط سبر أغواره، وتتيقن أن الذي يمضي فيه يتجه بك للفوضى الطويلة التي يبدو أن صاحبنا كان مغرما بتثبيت عروقها في شرايين اليمنيين وتربة أرضهم، وأقرب خيط يمكن أن تستشفّ به ذلك هو حرصه الشديد في  التخلص من مؤسستي الجيش والأمن ( لعنة الهيكلة)

 

كان الرجل يدرك تماما أن المؤتمر الشعبي العام وزعيمه صالح هما من أكثر وأصعب العقبات الكأدأ التي تعترضه لذلك دائما ما كان نافرا من المؤتمر ومنفرا له ، ومشيطن أيضا، بطريقة تتنافى ومهمته وواجبه.

 

 ومن خلال متابعتنا لنشاطه حينها،  كان ( وبعد إلحاح) من المؤتمر والمؤتمريين لطلب الإلتقاء به وشرح وجهة نظرهم له كوسيط دولي، كان يماطل بدعوى إزدحام برنامجه وعمل تقيمات مندرجة ضمن خططه البهلوانية..وإذا قبل عقد لقاء عابر بهم (زمنه بالطبع، نصف ساعة) كان يعقد مع شِلّة فبراير والحوثيين وبعض المتحالفين معهم خمسين لقاء معلنا ومخفيا.

 

لم يُخفِ همه ومهمته في ضرورة إضعاف الصوت الوطني وأي مكون لديه تراكما سياسيا وعقلية دولة منفتحة تؤمن بالحوار المسؤل وبيمن جمهوري، مؤسسي، مدني يجب تجنيبه من الفوضى القادمة والعابرة للحدود.

 

ولعلمكم أن " لدودنا"  بنعمر يمتلك قدرا من التناقضات وأسلوبا مختل التوازن وفاقدا لصفة العدالة في التعاطي مع  الأطراف السياسية.

وبتعبير آخر.. اسلوب التطفيش الملغوم بالمكر والحدِّية، مع ذخيرة لا بأس بها من وعود المراجعة للتقيمات والاستنتاجات التي تنتهي دائما بنتيجة واحدة هي قهر الطرف الأصدق والأحرص على الحل العادل، وخذلان الناس ،مع حياكة العديد من الربطات السوداء ووضعها على عيون المجتمع الدولي كي تحجب عنه رؤية الحقيقة.

 

سمعت في إحدى المرات الشهيد عارف الزوكا يقول:

"جمال بنعمر يحاول تتويهك، يظهر حزما تصادميا مع البعض ورخاوة لدى البعض الآخر..( تفسيرها واضح)

وتابع..بينما إسماعيل ولد الشيخ أقل حدية ..يحاول يرضي الجميع ،يجمع معلومات ويستمع لك ويمشي"

الخلاصة:

جمال بنعمر كان دوره غير محمود ويكفيه غضبة اليمنيين لألف عام قادمة على اثنتين  فقط من كوارثه بحقهم.

الأولى:

هيكلة الجيش والأمن وتفكيكهما.

والثانية:

إنحيازه تلميحا وتصريخا وتقاريرا لصالح المليشيات وتمرير مشروع الطائفية بدهاء العارف الذي يؤمن بقدراته رازحا ظهره لدعم دولي ربما كان يحثُّ الخُطى لوصول اليمن إلى النفق المظلم الذي وصل إليه اليوم.

مهلا أضيف:

إستبشار اليمنيين بعروبة جمال بنعمر تحولت إلى طعنة في الظهر وذكرى اسم ملطخ بخذلان الدهور كلها ، وسراب يذرُّ عليك التشاؤم والحسرات ما تبقّى لك من سنيّ عمرك الذابل بمواجعه ونكساته.