رسالة الى معين عبد الملك:عيد العافية والجيوب الدافئة


رسالة الى معين عبد الملك:عيد العافية والجيوب الدافئة

رسالة الى معين عبد الملك:عيد العافية والجيوب الدافئة

*عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ … بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ*

ليت شعري كيف كان سوف يصفُ الشاعر المتنبي العيد في اليمن السعيد إذا عاش أللحظة الحاضرة معنا. تعود علينا الاعياد  منذ ما يقرب  من 5 سنوات ونحن بدون مرتبات . الا من الانصاف التي تُصرف بالمناسبات وأصبحت قيمتها الشرائية  بعد الارتفاع الجنوني للدولار تمثل اسداس وأثمان وكأن مرتباتنا أصبحت تُحسب  بنظام المواريث وأصبحنا أمواتاً أحياء  وتسببت تلك لكسور  الموسمية في كسرت ظهر الموظف واحالت حياته  الى جحيم صرف..

يصف البعض   حلول العيد بأنه عيد العافية .وحتى هذه  العافية حُرم منها السواد الأعظم من الموظفين بما فيهم أساتذة الجامعات -صفوة المجتمع-  الذين اصبحوا يشتكون من أمراض عديدة  ترافقهم في حلهم وترحالهم بل ان بعضهم قد توفي بسبب عدم قدرته على شراء الأدوية لتلك الامراض المزمنه .

وأما اصحاب *الجيوب الدافية* (والذين أصبحت اليمن لديهم في الجيوب بدلا عن القلوب) من المسؤلين وغيرهم . فيحق لهم الاستمتاع بالعيد..والشعور بدفئ العيد الذي يستمدونه من دفء جيوبهم والتي تسببت بان يعيش من حرموا مرتباتهم ان تكون جيبوبهم قارسه  بل متجمدة  وقولبتهم الى كتل من الجليد ..فلا أنهم  طالوا بلح الشام ولا عنب اليمن فقد حُرموا العافية والجيوب الدافئة.

ترجمة حروف  كلمة عيد واقعا عند من حرموا مرتابتهم  وهم السواد الاعظم من الموظفين فكان عينه..عناء وعبودية و ياؤه يدعون على كل مفسد وظالم واما داله فهي دموع الثكالى والفقراء والمحتاجين التي تروي الأرض لعلها تنب احرارا للقضاء على هذا الفساد وذاك الظلم.

وعلى النقيض ترجمت تلك  الحروف عند أهل الجيوب الدافئة ب عيش رغيد ورفاهية ويلهون ويتعالون بما نهبوا من مرتباتنا وحقوقنا..ودال عيد  لهم دولار ودرهم وعملات اخرى والتي سلبت عقولهم و اصبحت في الكرووش التي تسعى للعرووش.

صُرف نصف راتب من حكومة صنعاء وحكومة عدن غضت الطرف وصرفت راتبين للنازحبن او المازحين و كانها  اصبحت (حكومة للنازحين فقط) وليست مسؤلة عن الفئات الاخرى من الشعب . فكان لسان حال من حُرموا مرتباتهم  لقد ضحى عنا  في عيد الاضحى سيد الخلق نبينا محمد عليه افضل الصلاة والتسليم وضحى بنا ولاةُ امرنا ومسؤلينا بقطع مرتباتنا وذبحوا الموظف من الوريد الى الوريد وجعلوهم قُربى لأطماعهم ولأسيادهم الذين يحركونهم كالدمى  ونحن أيضا ضحينا بانفسنا وسكتنا  تلك السنين  العجاف عن المطالبة بمرتباتنا.. وحقوقنا ..ورضينا بحياة الذل والهوان والعيش في أدنى أدنى مراتب الحياة ومن نهبوا مرتباتنا يعيشون حياة الأمراء والملووك في بذخ  العيش ورفاهيتة.

نعم لقد ضحى بنا القريب والبعيد الصديق والحبيب..وحتى زملاءنا النازحين وزميلاتنا النازحات كانهم يسعون لاسكات تلك الاصوات التي تنادي بصرف مرتابتهم حسب زعمهم انها تضرهم ؟؟؟!!"  لم اقرا تاييداً او دعما لمطالبتنا من اي مازح او مازحه بل اغلبيتهم ناصبونا العداء وتفكيرهم اننا نسعى لعرقلة صرف مرتباتهم..؟؟؟ !!" 

ما هذا التفكير يا جفوة المستمع اقصد صفوة المجتمع..ألم تشعروا بمعاناة زملاءكم وإذا نسيتم او تناسيتم ارجعوا بذاكرتكم الى عام 2017 م. 

نحن نطالب  عدن ورئيس حكومتها د.معين عبد الملك بصرف مرتباتنا ولا نعفي حكومة صنعاء من إيجاد حلول لصرف مرتباتات كوننا نعمل في مناطق سيطرتهم وطالبنا حكومة عدن كونها تطلق على نفسها شرررعية ( ولا شرعية لها الا بصرف مرتباتنا) علاوة على انها تحضى بتاييد دولي ولها القدرة على طبع العملة ونقلت البنك المركزي الى عدن..و..و... نطالبها بصرف كامل مرتباتنا أسوة بزملاءنا النازحين(وقلتها مرارا وتكرارا هذه حقهم ومرتباتهم ولا نطالب بوقف صرفها) ونحن نطالب بمرتباتنا كوننا نعيش معهم بنفس السكن ونعمل معهم ايضا في نفس المؤسسة التعليمية.جامعة صنعاء .وحتى الآن لم نجد اي مبرر شرعي او قانوي او حقوقي او انساني او أي مبررا آخر يمنع حكومة عدن من صرف مرتباتنا( كونها  التزمت امام العالم بذلك )..اسوة بالمازحيين  ونطالب د.معين  وحكومته يوضح لنا ما هي الشروووط التي انطبقت على النازحيين  ولم تتوفر فينا حتى تحدث هذه الانتقائية والتميزوالتحيز بالصرف لفئة دون اخرى.ارجو ان لا يكون التعليل مرتبط بالتسوية السياسية وإنهاء الحرب..فنحن موظفون حالنا كحال النازحين او المازحين ولسنا طرفا في الحرب والفتنة التي حلت على بلدنا اليمن..ونذكر د.معين ان الدول التي عانت من ويلات الحرب والفتن الداخلية  لسنوات طويله لم تتوقف أو  تنقطع  فيها صرف مرتبات الموظفين..بما فيها فلسطين التي  ترزح تحت الاحتلال منذ اكثر من نصف قرن.. 

واخيرا نهمس في آذان اولئك المسؤلين إن كان لهم آذانّ صاغية... مهما تهدلت كروشكم ودُفئت جيوبكم..فان الاكفان ليس لها جيوب ودفئكم الذي تسعرون به في الدنيا سوف تلقونهم نارا تلظى في آُخراكم.. وسوف نستمر بالمطالبة بمرتباتنا وندعوا عليكم ليل نهار.وأعلموا ان الله يمهل ولا يهمل وأن دعوة المظلوووم ليس بينها وبين الله حجاب  وانه اقسم بعزته وجلاله أن يستجيب دعوة المظلومين وينصرهم  ولوبعد حين.

د/عباس محمد العزب- أستاذ آفات الصحة العامة المشارك - جامعة صنعاء